أنا روحت المظاهرة .. هايدى دياب

النهاردة أنا روحت المظاهرة وكان نفسي أشارك من أول يوم

بس انتوا عارفين خوف الأهل والكلام ده والبنات بتتبهدل والكلام إللي انتم عارفينه

أنا عارفه إن البنات مش واخده صلاحيات كتير إنما الشباب هيهااااااااااات من الصلاحيات

طبعاً مش ده الموضوع .. أنا بس حبيت أدخل الموضوع بشكل مش تقليدي

الموضوع هو إني هحكي لكم ايه حصل معايا في التحرير من أول ما دخلت لحد ما روحت بسلام

وفعلاً أنا كنت محتاجه أروح أشوف بعيني الوضع علشان أقدر أختار بالضبط أنا عايزه إيه ..؟!

لأن نظراً للأخبار إللي بتيجي من التليفزيون المصري والجزيره وغيرها

مخليني مش عارفه أحدد موقفي بجد لدرجة إني بقيت أحكم غلط على المظاهرات وده سببه التشويش الإعلامي

طبعاً الكل عارف ان المجتمع انقسم لجزئين ...

جزء معارض و جزء مؤيد الجديد بقى ان المجتمع

مش منقسم لنصفين بس ولكن لثلاثة أقسام

معارض .. وده في ميدان التحرير

مؤيد .. وده في جامعة الدول

محتار أو مشوش أو مش عارف .. وده مالوش مكان أو أغلبه في البيت والباقي شويه مع المؤيدين وشويه مع المعارضين

أنا بقى بعد ما نزلت النهارده اتأكدت اني من أخر جزء وهو إللي مش عارف أو المشوش

ليه بقى هروح أتغدا وأجي أحكي لكم ليه حكمت على نفسي كده وعملت إيه في المظاهرة النهارده .....

ولا أقول لكم هكمل وبعدين أتغدا

في البدايه وأنا نازله من البيت النهارده كان في إعتراضات كتير من الأسرة على نزولي أنا وأختي

ولكن كنا عايزين ننزل بشكل ملح وعنّد وحاجات كتير

من وإحنا في البيت بيعاملونا وإحنا كمان بنتعامل على إننا رايحين نستشهد

من كتر التشويش الإعلامي أصبح الواحد نازل وهو عارف إنه مش هايرجع الناس هاتقابله بالزخيره وفي وشه أه والله ونزلنا على الوضع ده

مانكرش اني طول الطريق كنت بدعي ربنا اني حتى لو إستشهدت أهلى يعرفوا يوصلوا للجثة علشان متبهدلش والله بجد من كتر الهلع

من أول ما دخلت التحرير .. طبعاً نظراً للزحام ولغلق كل المخارج والمداخل إللي بتوصل للتحرير

أنا جيت من عند الإسعاف وفضلت ماشيه لحد بدايةً الزحام

أول حاجه خالص قبل ما أدخل أنا وأختي والواحد ربنا أعلم به أساساً رايح قلقان إزاي

لقينا راجل عجوز فضل يشتم فينا بشكل غير طبيعي بدون سبب وأتاري بيشتم كل البنات بالذات وشتايم مش عايزه أقول تمنع الرقابه من عرضها فلقينا شاب مهذب تدخل

وقعد يدافع بمنتهى الشهامه وزعق للراجل وكان داخل لطريقه للمظاهر المفاجأه قام الراجل جاب طوب وحالف ليضربنا إحنا والشاب طبعاً إكتشفنا بعد كده إنه مريض عقلي من ذوي الإحتياجات الخاصة

ولكن دي كانت بداية مشرقه تخلينا نغير رأينا أنا وأختي ونرجع

ولكن كملنا ودخلنا .. أثناء الدخول كان في طبور كبير جداً تحت كوبري أكتوبر ونظام عمري ما شفته في المصريين

وأجمل التعليقات بقى من خفة دم المصريين هو في العيش طابور وفي الشغل طابور حتى في المظاهرة داخلين بطبور

دخلنا وكان في تعاون مهول من الناس بـ إن البنات تعدي الأول معززه مكرمه مافيش مخلوق يقرب منها وكانت الأولويه في الدخول للبنات

أول مره يطبق في مصر نظام Ladies First والله المظاهرات بتغير ياجماعه

المهم دخلنا عدينا من لجان تفتيش بنات عساسيل جداً وشباب مهذبين البنات بتفتش البنات والشباب مع الشباب

وكله نظام بعد ما عدينا من اللجنه فيه ناس واقفه جايبه

عيش وبلح وطعميه وعلب كشري ووقفيين بيقولوا للناس هي دي كنتاكي ياجماعه إللي بيفرقوها علينا وطبعاً كالعاده لازم ينزل الإفيه المصري في المواقف دي

بعد ما دخلنا بشويه عاملين زي متحف صغير لملابس الشهداء إللي توفوا بيها أثناء المشاجرات وصورهم

بعدها الدبابات الناس فارشه تحتيها ونايمه وطبعاً مش عايزه أقول أدى ايه باين عليهم الشقاء

تخيلوا الناس دي مش بتروح قاعده ليل نهار المهم دخلنا

وهتفات كتير ولفتات مسكينها الناس ضد الرئيس وميكرفونات في كل مكان وسماعات كبيره وكل جروب بيهتف بحاجه شكل

وكمان بيعرفوا الأخبار إللي بتحصل عن طريق واحد قاعد بيتفرج على أي قرار جديد وبعدين يكتبه على ورق ويصوروا ويبعت لكل الناس إللي معاها ميكروفونات نسخه تقرأ للناس

بس الكل مجتمع على يسقط الرئيس والنظام بعد شويه من إتجاه شارع قصر النيل لقينا ناس كتير واقفه بيستمعوا للأغاني الوطنيه إللي مشغلينها وأتاري بعد الأغاني ناس بتلقي شعر في حب مصر

وبعد الشعر لقينا وائل غنيم بيتكلم وبيطمن الناس عليه وبيطلب ان ماحدش يعملوا بطل وكان جنبوا عمرو خالد

ولكن لأن الدنيا زحمه جداً قررنا المغادره أثناء المغادره
كان في مواقف كتير منها واحد معري ضهره علشان يوري الناس أثار الضرب

وناس عاملين في الأرض متحف للطوب إللي كان بيتحدف عليهم عاملين كل لون مع المجموعه بتاعته

وناس بتفرق بلح وفاكهة وبسكويت على الناس إللي ماشيه

وكلوا ياجماعه متعاون جداً مع بعضه والناس غايه في الأخلاق والتهذيب والله بجد أول مره أشوف الشعب بيحب بعضه أوي كده

ده كان لما شاب أو راجل يخبط أي بنت أو ست غصب عنه كان بيفضل يعتذر وكأنه عمل عامله كبيره لا تغفر

الناس كانت ادى ايه جميله أوي كان واحشني أوي الشعب وتعليقات وكل شئ جميل فيه

طبعاً وقفت وماكنتش بهتف لأني لحد دلوقتي مش محدده موقفي يسقط الرئيس ولا لا ولكنى كنت بتأمل وكنت بأهتف بس لما يجي اسم مصر وبتفرج على اللفتات المختلفه الفكاهيه والجاده من المصريين

كان دور الجيش مشاهد فقط مش بيعمل أي حاجه خالص

ده حتى الناس إللي بتهتف كانت بتحتاج تقعد على الدبابه وهما سايبينهم ولا في دماغهم ههههههه

وأنا مروحه أنا وأختي مشينا من عند شارع قصر النيل طول الشارع ده الناس كلها زي بعض كلهم متظاهرين مسالمين

من كل طبقات المجتمع الأجانب ماشيين بكاميرات ولا حد بيتعرض لأحد

خلصنا الشارع في طلعت العبد كل ده نظام محلات كله بقى كان يشوف العلم إللي معانا

إللي يقول تحيا مصر وإللي فرحان وإللي بيشتم والتعليق بقى إللي لفت إنتباهي

لقيت واحد خرج من محله مخصوص علشان يقول لنا

أنتم مش هتخلصوا بقى من إللي بتعملوا ده الحال وقف حرام عليكم وبسببكم مبقاش في شغل .. طبعاً لا تعليق

طول ما إحنا في الشارع بنسمع تعليقات بالهبل

بس إللي لفت انتباهي أكتر الناس إللي عندها فتور

ولا في دماغها الحياه إللي يقولك هو منتخب مصر هيلعب علشان كده مسكوا العلم وإللي يقول والله ناس فاضيه وحاجات كتير

طبعاً الواحد اتبهدل بس كله يهون علشان نعرف الحقيقه

واليوم خلص ورجعنا بالسلامه وإحتمال كبير ننزل بكرة تاني

علشان ذكرى أربعين شهداء كنيسة القديسين المهم في الآخر

السؤال إللي بسأله لنفسي ياترى أنا عرفت عايزه إيه ..؟

برضه ماعرفتش وقولت إني لازم أروح كمان مظاهرة جامعة الدول وأشوف موقف الناس هناك

يمكن أعرف بعدها أقرر وانتهى اليوم

وكل يوم هروح في المظاهره هاجي أحكي لكم عليه علشان محتاجين نشوف الوضع بصوره غير صورة التلفزيون

وكان بودي أنزل كل الفيديوهات إللي صورناها ولكن سرعة النت تعبانه جداً أكيد هنزلها يوم تاني

وفي الختام الفاتحة لكل شهداء مصر في كل مكان .